محاولة علاج تضخم البروستاتا الحميد بالصوم الطويل (سجل الأحداث بلا تزويق)

محاولة علاج تضخم البروستاتا الحميد بالصوم الطويل (سجل الأحداث بلا تزويق)

نصيحة هامة من المؤلف

إذا كان لديك إمكانية، قم بالاطلاع على محتوى الموقع عبر الكمبيوتر المكتبي أو اللابتوب أو الحاسوب الكل في واحد. سيكون من الأسهل بكثير استعراض بنية الموقع، التنقل بين الأقسام، وفهم المواد بشكل أفضل. من الممكن أيضًا استخدام الهاتف الذكي، لكن بسبب صغر حجم الشاشة قد تكون بعض العناصر والتنقلات أقل وضوحًا. المعلومات حول مشاكل البروستاتا هنا معروضة في عدد كبير من المقالات، وكل واحدة منها تحتوي على فائدة عملية فقط — بدون صفحات غير مفيدة أو إعلانات مزعجة.


محاولة علاج تضخم البروستاتا الحميد بالصوم الطويل: تجربة شخصية واستنتاجات

حدث ذلك منذ زمن بعيد، ومع ذلك ما زالت تلك التجربة عالقة في ذاكرتي بوضوح حتى يومنا هذا.

التشخيص وعجز الطب

تم تشخيصي بتضخم البروستاتا الحميد (BPH). جربت العديد من الأدوية حتى سئمت منها، لكن المرض لم يُظهر أي استجابة لها، وكأنه كان يسخر منها، واستمر في التقدم بثقة ودون توقف. كان اهتمام الأطباء يقتصر على إجراء الفحوصات، سواء كانت ضرورية أم لا. وبعد الانتهاء منها، لم يكونوا يرغبون في سماع أي سؤال مني. كان سلوكهم يوحي بأن تضخم البروستاتا الحميد غير قابل للشفاء، وأن أفضل ما يمكن فعله، من وجهة نظرهم، هو الاستمرار في إجراء التحاليل مرارًا وتكرارًا، حتى لو كان ذلك يوميًا، أو الاستسلام للقدر والانضمام بصمت إلى صفوف المعانين – وهم مئات الآلاف – ثم في النهاية تسليم غدتي البروستاتا للجراحين ليقوموا باستئصالها، أي الخضوع لعملية استئصال تضخم البروستاتا الحميد.

لكنني لم أرغب أن أكون واحدًا من هذه الجموع الكبيرة من المعوقين المحتملين، حتى أولئك الذين يخفون عجزهم. بدأت أبحث عن طرق لاستعادة عافيتي، أو على الأقل لتخفيف أعراض المرض. وصلت إلى حالة من اليأس جعلتني مستعدًا لخوض أي تجربة، مهما كانت متطرفة، بشرط أن تبقى ضمن حدود المعقول.

القرار اتُّخذ: الصوم!

تحدثت مع بعض معارفي، فكانت هناك وجهتا نظر رئيسيتان: العلاج بالأعشاب والطرق الشعبية (لكن لم يُجدِ أي من الوصفات السابقة نفعًا يُذكر)، أو الصوم القاسي. وبعد التفكير، توصلت إلى أن الصوم الطويل هو الخيار الأكثر واقعية.

لم تكن لدي معرفة مسبقة، ولم أكن أستخدم الإنترنت جيدًا في ذلك الوقت، ولم يكن حولي أحد يملك تجربة مشابهة. لم أجد من أستشيره، ولا حتى من يقدم لي نصيحة واحدة حول مدى توافق الصوم مع حالة البروستاتا. ومع ذلك خضت التجربة حتى النهاية، ولهذا أعتقد أن لي الحق الأخلاقي الكامل في الحديث عنها، خصوصًا أن هذا ليس تمجيدًا مبالغًا فيه للصوم كعلاج لكل المشاكل، بل هو تقييم موضوعي للتجربة التي مررت بها بدافع فسيولوجي.

أظن أن قراءة هذه المقالة ستساعد القرّاء على تقييم النتائج الأولية للصوم الطويل بشكل واقعي، وكذلك على فهم آثاره اللاحقة. وأرجو أن تمنحهم بعد الاطلاع الدقيق وضوحًا في مسألة علاج البروستاتا بالصوم، ومدى فعاليته الحقيقية.

يُعتَبَر “علاجيًا” (وهذه الكلمة ليست مني، أؤكد ذلك) الامتناع التام عن تناول الطعام لفترة طويلة. قد تكون هذه الفترة 10 أيام، أو 30–40 يومًا، أو حتى أكثر. بعد انتهاء الدورة، من الضروري الالتزام لنفس المدة تقريبًا بنظام غذائي مقيد ومعقول (ويُسمّى ببساطة – الخروج من الصوم). وباختصار، وبصراحة، فترة التحمل ليست سهلة.

سخافة: زيارة عيادة المسالك البولية لطلب نصيحة

ولا أخفي الأمر: بدافع من السذاجة، أو ربما من الغباء، أو من كليهما معًا، قررت زيارة عيادة خاصة للحصول على استشارة. كنت أعتقد أن الأطباء، بحكم عملهم، يجب أن يقدموا شيئًا مفيدًا. ولكنني كنت مخطئًا بطبيعة الحال. استُقبلت في البداية بلطف وترحيب، وتبادلنا الابتسامات، وكان الجو مريحًا، لكن ذلك لم يدم سوى ثلاثين أو أربعين ثانية فقط. ثم وُجِّهت إلى طبيب المسالك البولية. داخليًّا، وافقت فورًا، فالعلاقة بين الصوم الذي أنوي القيام به وحالتي المرضية كانت واضحة في ذهني.

وأثناء انتظاري للدخول، لفت انتباهي رجل مضطرب لا يهدأ، يتحرك باستمرار في الممر مرتديًا معطفًا طبيًا مفتوحًا. بدا أنه يحاول إخفاء أمر بسيط عن الآخرين: كان يُمسك بمقابض الأبواب من خلال قماش ملابسه فقط. وبما أنه كان يخرج كثيرًا، بدأت حركاته تثير فيّ شيئًا من التسلية. كان طرف أنفه الأحمر يذكّرني بالحد الأعلى للحرارة على مقياس الترمومتر، ففكرت بيني وبين نفسي وسميته «الترمومتر». وقد رفعت هذه الفكرة البسيطة معنوياتي قليلًا في تلك اللحظة.

لم أمكث طويلًا عند طبيب المسالك البولية. بملامح مصطنعة من القلق، قال لي إن علاج تضخم البروستاتا الحميد (BPH) بالصوم الطويل لا يدخل ضمن اختصاصه، فهو يعمل فقط في المجال الدوائي: علاج التهاب البروستاتا والوقاية منه، وعلاج تضخم البروستاتا الحميد وسرطانها. ثم ابتسم ابتسامة متعاطفة، وأمسكني من ذراعي برفق وقادني نحو مكتب الاستقبال الذي يحمل اسمًا رسميًا «قسم التسجيل». وهناك شرح لي كيف يجب أن أراجع طبيبًا آخر، وأضاف أنني محظوظ لأن لديهم طبيبًا مختصًا بذلك (وقد تبيّن لاحقًا أنه شخص بارع في استغلال الفرص!). دون أن يعيد لي رسوم الزيارة الأولى، طلب مني دفع أجرة اختصاصي التغذية. لم أفهم في البداية سبب ارتفاع السعر ثلاث مرات عن الأولى. وبعد أن دفعت، لاحظ الطبيب ضآلة ما تبقّى في محفظتي، فبردت ابتسامته فجأة، وأشار إلى باب كُتِب عليه «طبيب من الفئة العليا»، ثم تظاهر بالانشغال وعاد بسرعة إلى مكتبه.

اختصاصي التغذية و«استشارة الكفير»

لم تكن هناك طوابير أمام الغرفة التالية. وما إن دخلت حتى وجدت أمامي الطبيب نفسه الذي أطلقت عليه سابقًا لقب «الترمومتر». بعد التحية، هممت أن أشرح له أن هدفي هو محاولة علاج تضخم البروستاتا الحميد (BPH) بالصوم، لكن الطبيب تصرّف وكأنه لم يسمع سوى الكلمة الأخيرة، رغم وضوح حديثي وصوتي المسموع. فقاطعني بفظاظة في البداية، وقال إن الصوم مضر، وإن أفضل وسيلة لإنقاص الوزن هي دراسة قواعد التغذية المنفصلة وتطبيقها في الحياة اليومية. ثم، بحركة مدرّبة جيدًا، أخرج ورقة من ملف أمامه تحتوي على مقال لأحد الأساتذة حول هذا الموضوع، ودسّها في يدي. بدا واضحًا أن الرجل غير معتاد على التواصل البشري. ولم يُمهلني وقتًا لألتقط أنفاسي، إذ اندفع فجأة، وبغضب غير مبرَّر، ليهاجم منتجي الكفير المحليين، ثم بعد أن أنهى سيل اتهاماته، هدأ صوته واتخذ نبرة واثقة وأخبرني أنه يعرف كيف يصنع هذا المنتج بنفسه وبجودة تفوق أي مصنع. ويبدو أنه اعتبر المبلغ الذي تقاضاه لقاء هذه المقابلة القصيرة كافيًا تمامًا، إذ حاول أن يمسك بذراعي برفق (وقد شعرت بذلك قبل دقائق فقط!) وبدأ يلح عليّ في تجربة وصفته الخاصة لمشروب الحليب المخمّر. كان على وجهه الكالح المائل إلى الحمرة ما يكشف أنه، إلى جانب اهتمامه بالتغذية المنفصلة، يُولع بالمشروبات الكحولية، بينما رائحة فمه تشير إلى أنه غير متطلّب في اختياره لها ويفضّل الخلط على الفصل. ويبدو أن الطبيب حاول من خلال نصيحته «الطهوية» أن ينعش تجارته الراكدة أو يحسّن صورته في نظري. كان الكفير بالنسبة له مسألة أساسية، وخصوصًا في الصباح. أما أنا، فبادرت بسرعة إلى الإفلات من قبضته وغادرت الغرفة على الفور، إذ لم أكن أعلم إن كانت طريقة تحضير الكفير تدخل ضمن أجرة الاستشارة أم لا، ولم أكن مستعدًا لدفع المزيد. احتفظت بورقة التعليمات الغذائية التي زُينت برسم ثمار الفاكهة والخضروات حول قطعة كبيرة من اللحم، إلى أن صادفت أول سلة مهملات، ورميتها بلا تردّد. وكان واضحًا أنني لم أكن أول من فعل ذلك، إذ كانت أوراق مشابهة تملأ المكان. وخلفي، أُغلق الباب كعادته عبر قطعة القماش التي تفصل يد الطبيب عن المقبض. الآن فهمت سبب خروجه المتكرر إلى الممر: كان مصدر إلهامه في مكان آخر، خارج جدران مكتبه. لم أشهد في حياتي مشهدًا كهذا. إن أمراض المجتمع تنتقل بسرعة إلى خلاياه الصغيرة، فالبعض منهم بعد سلسلة من الأكاذيب والالتفافات ينجح في نيل لقب «طبيب»، ثم يأتي موظف مجهول الاسم لكنه «مهم» ليمنحه – بعد إتمام دورات غامضة ومكلفة – تصنيفًا غريبًا يسمى «الفئة العليا». ويبقى للمريض المسكين حق واحد لا قيمة له: أن يُقيّم بصمت عمل الطبيب في الزيارة الأولى، وأن لا يطمئن أبدًا بعد ذلك، بل يحتفظ في ذاكرته بكل أشكال الخداع الممكنة. بعد هذه الزيارة لم يعد أمامي مجال كبير للاختيار. فقد استمر تضخم البروستاتا الحميد في التقدّم، وكنت أقيّم حالتي الصحية بمعيارين فقط: سيئة أو سيئة جدًا. لم تعرف غدّة البروستاتا عندي أي فترة راحة أو تحسّن يُذكر.

«الصوم العلاجي»: النصائح، الحالة، المزاج، وضبط النفس

الخوف والعزيمة

وهكذا، قررت الصوم. بعد تفكير قصير، قررت خوض التجربة. حيث يكون الضعف، هناك يحدث الانكسار. كنت خائفًا، فالخوف لا يعرفه إلا الحمقى. ماذا لو أدى الصوم الطويل إلى تحفيز أمراض أخرى أو إلى مضاعفات غير متوقعة؟ منذ لحظة بدايته، أدركت أن مسؤولية صحتي تقع عليّ وحدي، ولذلك كان عليّ ألا أمتنع عن الطعام فقط، بل أن أفكّر أيضًا. أعترف منذ البداية أنني لم أضع هدفًا محددًا للصوم الطويل. كان أملي أن أتحمّل عشرة أيام فقط، ولم أكن أحلم حتى بخمسة عشر. كنت أتصوّر نفسي بوجه هزيل، ومشية مترنّحة، وإغماءات متكرّرة. ومع ذلك، صمدت أربعة وعشرين يومًا. نعم، كان الأمر صعبًا، وأحيانًا قاسيًا جدًا، لكنه كان ممكنًا. خلال فترة الصوم كنت أؤدي عملي بالكامل، وأساعد زوجتي في شؤون المنزل المعتادة، وكل ذلك ببذل جهدٍ مضاعف. ما يشكّل راحة لمعظم أعضاء الجسد كان اختبارًا صارمًا لقوة الروح. لم أعانِ، حتى في حياتي العادية، من ضعف الشهية. وأثناء الصوم، رغبت في الطعام في اليوم الأول كما في اليوم الأخير، رغم أن البعض يؤكد بثقة أن الجوع يختفي لاحقًا، لكن ذلك لم يحدث معي. لم يكن لدي وقت للتحضير المسبق. أما الآن فأنا مقتنع وأوصي بشدّة كل من ينوي خوض هذه التجربة أن يُهيّئ نفسه خلال أسابيع قليلة، وأن يمتنع عن الأكل ليوم واحد أو يومين على الأقل كتجربة تمهيدية. ولا أنصح مطلقًا بالسير في هذا الطريق لأولئك الذين يعانون نقصًا في الوزن، فذلك سيكون خطرًا عليهم.

ما يجب تجنبه

والآن عن الأمور التي يجب استبعادها تمامًا. يُحظر الصوم أثناء التواجد في منطقة ملوَّثة بيئيًا. كما لا يجوز السباحة في المياه المالحة، أو البقاء تحت أشعة الشمس الحارقة، أو التعرض للبرد القارس حتى حدّ التجمد. يجب شرب الماء النقي المغلي فقط، فخلاف ذلك قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوبة.

في حالتي، بدأ نشاط الأمعاء يزداد، وتضخّمت الكبد قليلًا. كما يُمنع تنظيف الأسنان بالفرشاة أثناء الصوم، ويُستحسن مضمضة الفم بمغلي قشرة البلوط أو نبتة العَرَنْد. يجب تجنّب أي تماس مباشر مع الطعام قدر الإمكان، ومن غير المستحب مشاهدة الإعلانات التلفزيونية للأطعمة، أو الذهاب إلى السوبرماركت، أو محلات البقالة، أو الأسواق الغذائية.

من المهم أن تشرح هدفك بوضوح لأهلك وأقرب الناس إليك، لأنهم بعد فترة سيبدؤون حتمًا بمحاولات حثيثة لإقناعك بوقف التجربة. الجدال والنقاش معهم يضعف حالتك النفسية غير المستقرة أصلًا. كذلك لا يُنصح بلقاء الأصدقاء والمعارف، لأن كثيرين منهم حين يرون التغيّرات التي تحدث لك، لا يكتفون بطرح الأسئلة، بل يبدؤون بفرض آرائهم «الخبيرة» عليك. ومنذ ذلك الحين، تعلّمت ألا أقدّم نصيحة لأحد إلا إذا طُلِبت مني.

ومن الأفضل، إن أمكن، مغادرة المنزل طوال فترة الصوم والبقاء وحيدًا في مكان هادئ.

ما يجب فعله وما هو مسموح

في اللحظات الصعبة، من المفيد دعم النفس نفسيًا، أي تذكيرها بأن تضخم البروستاتا الحميد (BPH) في طريقه إلى التراجع. لذلك، أنصح كل من يهمّه الأمر بإجراء فحص الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم (TRUS) قبل بدء التجربة لتحديد حجم البروستاتا بدقة. فالدقة ضرورية، ولهذا يُفضَّل التوجّه إلى طبيب مختص بالتشخيص فقط، لا يشارك في العلاج لاحقًا، حتى لا تكون له مصلحة في التضليل أو الكسب. لدينا وفرة من المحتالين في العيادات الخاصة، يرتدون المعاطف البيضاء ويسعون بكل وسيلة للحصول على مريض جديد قادر على الدفع.

أما الأمور المفيدة، فلا شك أن أخذ حمّام دافئ يحسّن الحالة العامة للجسم. وللانتعاش، يمكن إنهاء الحمّام برشّ قليل من الماء الفاتر المائل إلى البرودة. وعند الشعور القوي بالجوع، يجب شرب كمية إضافية من الماء دون قيود على الكمية. عادةً ما تظهر نوبات الجوع في النصف الثاني من اليوم، وخلال تلك الساعات يُستحب تقليل أي نشاط بدني قدر الإمكان.

سجل الأحداث

  • 24 يومًا من الصوم الكامل و24 يومًا للخروج منه، أي المجموع 48 يومًا. سأستمر في اتباع التسلسل الزمني لهذه الفترة وأروي إحساساتي الخاصة.
  • اليوم الثاني حتى اليوم الرابع والعشرين: استقر المزاج على حالة من الكآبة المستمرة، وكان أي تواصل يزعجني بشدة. عند الحركة، شعرت بثقل دائم في العضلات وعدم راحة في المفاصل، وكان كل خطوة تتطلب جهدًا. حدث جفاف مستمر للجسم. شعرت بدوخة نادرة وقصيرة المدة، لكنها ليست للجميع. قمت بغسل الأمعاء بالحقنة الشرجية مرة كل خمسة أيام، والآن أرى أنه كان يمكن الامتناع تمامًا عن ذلك؛ عندما انتقلت لشرب الماء المغلي، لم يعد هناك ما يستدعي الغسل. لا ينبغي العبث بالفلورا المعوية للقولون إلا إذا لزم الأمر، وهذه نقطة فردية جدًا.
  • اليوم الثاني حتى اليوم الثامن والأربعين: من الضروري مراقبة النبض وضغط الدم، خصوصًا بعد الوجبات الأولى.
  • اليوم الثاني حتى الرابع عشر: فقدان أكبر للوزن، حتى 16٪، وخلال الفترة الكاملة 21٪. يشمل هذا الوزن الدهون والماء معًا.
  • اليوم الرابع: تدهور الرؤية، وتحسنت تقريبًا مباشرة مع بدء التغذية في اليوم السابع والعشرين.
  • اليوم الثالث عشر حتى اليوم الحادي والعشرين: نقطة التحول. شعرت بما يشبه تنفسًا جديدًا وبدأ التعود على صعوبات الحركة. حاولت نفسيًا أن أظل نشيطًا، ونجحت، خاصة وأن الفترة تجاوزت نصف الطريق.
  • اليوم الخامس عشر: نزفت اللثة قليلاً بشكل مستمر (تخيلوا الرائحة الكريهة عند الزفير، يجب الابتعاد عن الناس)، بدأ نقص الفيتامينات، وتذكرت الإسقربوط، لكن لم أشعر بالخوف. كنت أستيقظ ليلاً مرة أو مرتين بلا إرادة وأغسل فمي لتقليل الإزعاج والجفاف، ولم أرغب في الشرب. توقف النزيف تمامًا في اليوم الرابع والثلاثين.
  • اليوم الثاني والعشرون حتى الرابع والعشرون: كانت أصعب الأيام. النفسية غير مستقرة، ظهر خوف غير واعٍ من الإصابة بمرض آخر ورغبة في إنهاء التجربة. كان أفراد عائلتي يمارسون ضغطًا شديدًا ويلاحقونني بشكل مستمر لإيقاف التجربة.
  • اليوم الخامس والعشرون: انتهى الصوم. يُستحسن عمل فحص الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم مرة أخرى لتقييم حجم البروستاتا وتجميع القوة لإكمال العملية بنجاح. أبلغني الطبيب بانخفاض حجم البروستاتا. بالنسبة للتغذية: نصحوني بالبدء بالعصائر الطازجة، لكن بعد يوم شعرت أن هذا النظام الغذائي سيثير النفور سريعًا. في اليوم الثاني جربت الفواكه والخضروات والحبوب باعتدال. قائمة الطعام بسيطة، مثل البطاطس المهروسة والطماطم، أو الأرز المسلوق مع الجزر، أو اليقطين مع التفاح، أو الحنطة السوداء مع الزيتون، والبصل ضروري. قد لا تتحمل المعدة المجهدة بعض المنتجات، مما يؤدي إلى حرقة المعدة. من السهل اكتشاف المنتجات غير المناسبة واستبعادها عند قلة الطعام.
  • اليوم الخامس والعشرون حتى الثاني والثلاثون: تم استعادة توازن السوائل في الجسم جيدًا. خلال سبعة أيام، اكتسبت 10٪ من وزني السابق (وليس دهونًا، فمن المستحيل تراكم الدهون خلال أسبوع). احتفظ بالعبارات المهمة في الذاكرة لفهم الاستنتاجات.
  • اليوم الخامس والعشرون حتى الثامن والأربعون: الامتناع عن تناول المنتجات الحيوانية: اللحوم، الألبان، والأسماك.
  • اليوم السادس والعشرون: تحسّن الشعور العام بشكل ملحوظ. من هذه اللحظة أجبرت نفسي على الفرح، لأن لدي الشجاعة لتحمل تجربة صعبة، ولأستمتع بالطعام، ولكل ساعة تمر يملأ الجسم بالقوة والطاقة.
  • اليوم السابع والعشرون حتى الثاني والثلاثون: أضفت قليلًا من الملح، منتجات الطحين (خبز أسمر)، وزيت نباتي، ولاحقًا أنواع مختلفة من المكسرات وبذور اليقطين. كل شيء بشكل معتدل جدًا.
  • اليوم التاسع والأربعون: بدء تناول الأطعمة التي تحتوي على البروتين الحيواني.

التغيّرات الفسيولوجية الخطيرة في الجسم أثناء الصيام الطويل

الصيام ليس علاجًا

الآن، نصل إلى الأهم: التحليل المنطقي لما حدث. على مدى الأشهر التالية، تمكنت من نسيان معظم الأعراض المؤلمة. حاولت أن أفرح، لكن كنت ألاحظ داخلي أن هذه الفرحة مصطنعة، وكأنني أحاول إقناع نفسي بأنني سعيد أكثر مما كنت فعليًا. شعرت لفترة بخفّة ملحوظة في الجسد بسبب انخفاض الوزن، لكنها كانت نتيجة إرهاق نفسي شديد. لدي عادة ألا أكذب على نفسي. مهما كتب الناس من “حقائق” بأن الجوع عيد، أو أن من يبدأ التجربة يشعر بالسكينة، فإن الامتناع عن الطعام يظلّ توترًا هائلًا، وسينعكس عاجلًا أو آجلًا على الجسم. على أية حال، مرّ ذلك وانتهى، وربما لبعض الناس تكون التجربة فعلاً مفرحة، لكنني سأربط الآن حالة الإنسان بعد الصيام المطوّل بالجوانب الفسيولوجية البحتة.

منذ اللحظة التي يتوقف فيها الشخص عن تناول الطعام، يبدأ الجسم بالتخلص ليس فقط من الفضلات، بل ومن كل ما هو ضروري للحياة الطبيعية. تُحرق الدهون، وتُفقد المعادن، ولا يُعوّض شيء. حسنًا، لا بأس إذا كان هناك فائض من الوزن، لكن ماذا لو لم يكن؟ في هذه الحالة، تصبح أغشية الخلايا البشرية أشبه بالغربال، والخلايا نفسها تفقد الماء، فلا يعود الوسط السائل قادرًا على البقاء داخلها. أي، حتى لو شربت أكثر من المعتاد، فلن يمتص جسمك الماء فعليًا، أو لن يحتفظ به طويلاً.

يدخل الجسم حالة نقصٍ مستمر في السوائل. ويمكن إثبات ذلك بوضوح بعد انتهاء الصيام، عند بدء التغذية ومتابعة الوزن بانتظام: رغم أن الطعام محدود جدًا، إلا أن الوزن يبدأ بالازدياد بسرعة. تراكم العناصر الحيوية داخل الجسم يؤدي إلى زيادة الوسط المائي، وهذه حقيقة لا جدال فيها.

ثم تخيل كيف تتصرف الأنسجة الوعائية بعد تغييرات طويلة كهذه، سواء كان الوزن طبيعيًا أو زائدًا. نعم، لقد “تنظفت”، لكن توازنها المائي تغيّر أيضًا، وهذه صدمة داخلية لا يمكن بعدها استعادة مرونة الأوعية تمامًا. معظم من مرّوا بتجربة الصيام الطويل لن يعرفوا مدى الضرر الذي أصاب أوعيتهم الكبيرة والدقيقة، لأنهم ببساطة لا يملكون إمكانية تشخيص على هذا المستوى. بعد فترة قصيرة، سيشعرون بأن حالتهم العامة بدأت تتدهور تدريجيًا.

النظام الوعائي، الذي أصبح أكثر صلابة على عكس التوقعات، يبدأ في الاحتفاظ بالكوليسترول بشكلٍ نشط على هيئة لويحات. والمريض لا يفهم ما يحدث، ومحاولة شرحه له شبه مستحيلة، لأنه بات مقتنعًا بطريقه الخاص. فيجد في الامتناع عن الطعام راحة مؤقتة من الأعراض، وهكذا يدخل في دائرة مغلقة: كلما تكررت الدورات، أصبح الخروج من النظام أكثر صعوبة وغموضًا.

يبدو أن الفترات الفاصلة بين الصيام يجب أن تكون قصيرة منذ البداية، أو أن تُقصّر لاحقًا. أي من قرر اتباع الصيام كوسيلة علاج، فعليه الالتزام بها مدى الحياة. نسبة ضئيلة جدًا من الناس يستطيعون تحمل الصيام الكامل نفسيًا دون معاناة — وهؤلاء فقط يمكن أن تنطبق عليهم مثل هذه القواعد. عمومًا، عدد موانع الصيام العلاجي يفوق عدد مبرراته بكثير.

مثال على التأثير الجانبي وعدم جدوى تكرار الصوم الطويل

ملاحظة ختامية (أُضيفت عام 2016): على مر سنوات الممارسة سمعت أكثر من مرة روايات من المرضى مفادها أن الامتناع الطويل عن الطعام لم يُقلّل حجم البروستاتا لديهم في حالات تضخم البروستاتا الحميد (BPH). بل اعترف لي أحد المرضى أنه بعد خضوعه للصوم في إحدى العيادات المتخصصة في روسيا، أصيب عند خروجه من الصوم باحتباس البول استدعى إدخال قسطرة بولية. أبدى طاقم مركز العلاج الغذائي التفريغي استغرابه الشديد، مؤكدين أن مثل هذه النتيجة “غير منطقية”. غير أن مضمون هذه المقالة يبرهن على العكس تمامًا، ولم يكن لدي أدنى شك في صدق روايته. كما لاحظ معظم من خاضوا التجربة لاحقًا أن الصوم الطويل المتكرر (الثاني، الثالث، وما بعدهما) لم يُحقق الأثر المرجو كما في المرة الأولى.

مع خالص الاحترام،
كاتب الموقع، غينادي بلوتيان، أوكرانيا.

محاولة علاج تضخم البروستاتا الحميد بالصوم الطويل (سجل الأحداث بلا تزويق)

الروابط

إذا كان من المريح لك، فالموضوع معروض أيضًا على: Deutsch, English, Français, Italiano, Español, Português, Język Polski, Türkçe, Українській, Русском.
المقالة الخاصة بجوهر العلاج الدوائي موجودة هنا: Deutsch, English, العربية, Français, Italiano, Español, Português, Język Polski, Türkçe, Український, Русский.